ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. ولا تحسبن الله غافلاً

يا معاذ، أنت تقابل قوما كفارا؛ لكن لا تظلم هذا في ماله، ولا تظلم هذا في منعه من حقه، ولا تظلم هذا بالافتراء عليه، " يا معاذ، واتقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"، وقال -عليه الصلاة والسلام-: " ثلاث دعوات لا تُرَدُّ: دعوة المريض، ودعوة الإمام العادل، ودعوة المظلوم"، ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: " ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويقول: وعزتي وجلالي لَأنصرنَّكَ! ومن جملة ذلك مشاهدة هول أحوال الظالمين أنت سبك وشتمك ظلمك بأن أحرجك أمام الناس خذ هذا أجر صلاة عشرين ليلة، وأنت أجر بناء خمسة مساجد، وأنت خذ أجر بناء دار أيتام ورعايته لهم 20سنة، خذ الأجر
وقد بين النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن امرأة دخلت النار في هرة! فأرسلت إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- شيئاً من تمر، فأخذه -عليه الصلاة والسلام- ووفى به هذا الأعرابي ثم قال له: " وفيت لك؟"، قال الأعرابي: أوفى الله لك

سبب نزول قوله تعالى «ولا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمّا يعملُ الظّالمونَ»

فقال - تعالى - : وَلاَ تَحْسَبَنَّ الله غَافِلاً.

13
خطبة عن قوله تعالى : (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ )
فكان يستعيذ من أن يقع منه الظلم، سواء على زوجة أو على ولد أو على خادم أو على جار، أو حتى لو على كافر، يستعيذ بالله -تعالى- من أن يقع منه ظلم على الآخرين، ويستعيذ في الوقت نفسه من أن يقع من الآخرين ظلم عليه
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون
فقال له أبوه: ما يبكيك؟ قال يا أبتِ، بعد ذاك العز صرنا إلى ما ترى، فقال: يا بني، دعوة مظلوم سرت في ظلمة الليل نمنا عنها ولم ينم الله عنها
خطبة عن قوله تعالى : (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ )
ينبغي أن ندعو عليهم، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: " واتقوا دعوة المظلوم"
ا لخطبة الأولى وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ الحمد لله رب العالمين ففي هذه الآيات :يقول الله للمؤمنين المظلومين بأنّه ليس بغافل، ولا نائم، بل هو يرى كل الظلم الذي يتعرض له المؤمنون ،وأنّه يعلم كل شيء من سرائر وخبايا ، وما يمكره الظالمون، وأنه سبحانه خير من يخلص الحقوق للمستضعفين، ولكن هذا لا يعني أن المؤمن يجب أن يسكت عن حقه، بل يتوجب عليه الدفاع عن حقه ما استطاع وعليه أن يكون من الأقوياء الذين لا يهابون لأنّ المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف
ظلموا وطغوا وتكبروا وعاشوا طولاً وعرضاً، ابتعدوا كل البعد عن منهج الله وأصروا على العناد و الاستكبار على عباده والتكاسل عن أداء أوامر الله والإسراع إلى ماحرم الله

ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون

{ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ} أي: لا تطرف من شدة ما ترى من الأهوال وما أزعجها من القلاقل.

12
خطبة عن قوله تعالى : (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ )
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم
«وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ»
سبب نزول قوله تعالى «ولا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمّا يعملُ الظّالمونَ»
ليوم تشخص فيه الأبصار أي لا تغمض من هول ما تراه في ذلك اليوم ، قاله الفراء