يقول: ثم لا يزال تنقص جودته على مرِّ السَّاعات، فيكون حين يُحلب أقلّ برودةً، وأكثر رطوبةً، والحامض بالعكس | سئل علماء اللجنة : شخص كانت عادته أن يطعم الطعام لطائفة من الناس في كل يوم جمعة ، وبعد قضاء الطعام لا يتركون أماكنهم ومجالسهم ، بل ينتظرون الدعاء لأحد منهم ، الذي عينه صاحب الطعام ، أن يدعو الله أن يصل ثواب ذلك الطعام إلى أهاليهم الموتى وأقربائهم ، وفي أثناء ذلك الدعاء ، يرفع السائل يده مع الحاضرين وهم يقولون : آمين ، فهل هذا الدعاء الذي ترفع فيه الأيدي جماعة بعد الطعام جائز أم لا؟ فأجابوا : " الدعاء الجماعي بعد الطعام بالكيفية المذكورة لا أصل له في الشرع المطهر ، فالواجب تركه ؛ لأنه بدعة ، والاكتفاء بما جاءت به السنة من الدعاء لصاحب الطعام بالبركة ونحو ذلك ، كل شخص يقوله بمفرده ، ومما جاء في السنة قول : اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم وقول : أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة " |
---|---|
يجب على المسلم أن يلزم الدعاء ،و الذكر في كل وقت و حين ،و مع قيامه بعمل كل شيء حتى يبارك له الله سبحانه و تعالى ،و خلال السطور التالية لهذه المقالة سوف نتعرف عزيزي القارئ على الأدعية التي تقال قبل تناول الطعام ،و بعد الإنتهاء من تناوله فقط تفضل بالمتابعة | يقول: لا سيّما اللبن الذي ترعى دوابّه الشِّيح والقيصوم والخزامى، وما أشبهها، وهذه نباتات معروفة إلى اليوم بأسمائها، هذه في الصَّحراء، يقول: فإنَّ لبنها غذاءٌ مع الأغذية، وشرابٌ مع الأشربة، ودواءٌ مع الأدوية، يعني: هو في جملة الأغذية، معدودٌ من الأغذية، وفي جملة الأشربة، معدودٌ من الأشربة، وفي جملة الأدوية، فهو أيضًا دواءٌ من الأدوية |
يقول النَّووي -رحمه الله-: ولو ترك التَّسمية في أول الطَّعام عامدًا، أو ناسيًا، أو جاهلاً، أو مُكرهًا، أو عاجزًا لعارضٍ آخر، ثم تمكَّن في أثناء أكله منها؛ يستحبّ أن يُسمِّي ويقول: بسم الله، يعني: في أوَّله وآخره؛ لهذا الحديث.
22قال: مكان الطَّعام والشَّراب غير اللَّبن يعني: لا يحصل به دفع الجوع، لا يحصل بشيءٍ دفع الجوع ودفع العطش معًا إلا في اللَّبن، الماء يدفع العطش، وهو أبلغ ما يدفع به العطش، لكنَّه لا يحصل به دفع الجوع بحالٍ من الأحوال، والخمر على شدّة تعلّق العرب بها في الجاهلية إلا أنها تزيد العطش؛ ولذلك فإنَّ الفقهاء حينما يتحدَّثون عن الاضطرار لشرب الخمر يُفصّلون، يقولون: إن كان لدفع غصّةٍ فله أن يشرب شربةً يدفع بها الغصّة، بمعنى: إن لم يجد شيئًا يدفع به الغصّة إلا الخمر، فهذه حالة ضرورة، يشرب بقدر ذلك، لكن إن كان ذلك لدفع العطش قالوا: لا يشرب، ولو أشرف على الهلكة؛ لأنَّ الخمر لا يزيده إلا عطشًا، فلا تندفع به حرارةُ العطش، فاللَّبن يندفع به العطش، ويندفع به الجوع | وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي الورد عن ابن أعبد قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا ابن أعبد؛ هل تدري ما حق الطعام؟ قال: قلت: وما حقه يا ابن أبي طالب؟ قال: تقول: بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، قال: وتدري ما شكره إذا فرغت؟ قال: قلت: وما شكره؟ قال: تقول: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا |
---|---|
يحتمل هنا أن يذكر الصِّيغة كاملةً، أو أن يذكر بعضَها، لكن هنا قال: فليقل: بسم الله، فعلَّمه كيف يقول، فيلتزم هذه الصِّيغة، ولا يزيد على ذلك | نحن الآن في عُرفنا هنا نقول لذلك: حليب، ونقول للذي راب وعُولج نقول له: لبن، لكن هنا حينما يُذكر اللَّبن ينبغي أن يُحمل على معهودهم؛ اللَّبن هذا الذي حُلِبَ، الذي نُسميه نحن: الحليب، يُقال له: "لبن" في لغة العرب |
فهنا ابن عباسٍ هذا يدلّ على حِذْقِه، وعلو همَّته، وعلى حرصه، وذكائه، وفِطْنته: "ما كنتُ أوثر على سُؤرك أحدًا"، فلم يتنازل عن حقِّه، وذلك تبرُّكًا | والقول الآخر: هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ يعني: في الجنَّة، فيما يُطاف عليهم بالصِّحاف والآنية من ألوان المطعوم، فهو مُتشابه في صورته، ولكنَّه مُختلفٌ في طعومه: هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا، وكأنَّ هذا -والله أعلم- هو الأقرب |
---|---|
وأطعمنا خيرًا منه إذا كان يقول ذلك بين يدي الطَّعام، يعني: قبل أن يأكل: أطعمنا خيرًا منه، فإنَّ ذلك يعني في المستقبل | لكن الدعاء بعد الطعام ، أو قبله ، أو في غير ذلك من الأحوال : إنما هو دعاء الشخص بنفسه ؛ وليس بالهيئة الجماعية المذكورة في السؤال |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الحديث الذي أشار إليه السائل قد ذكره النووي في كتاب الأذكار في الذكر الوارد قبل الطعام وإن كان فيه ضعف.