وقام بدور بلال بن رباح الممثل | لقد تربى بلال t وتعلم في مدرسة النبوة، ورافق النبي كثيرًا، مما كان له الأثر الكبير في شخصيته t |
---|---|
ويروي أن عمر بن الخطاب ذكر فضل أبي بكر، فجعل يصف مناقبه، ثم قال: « وهذا سيدنا بلال حسنة من حسناته»، كما كان عمر يقول: « أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا» | ففعل وانصرف بغنمه وبات بها وقد أضعف لبنها، فقال له أهله: لقد رعيت مرعى طيبًا فعليك به |
وهناك في المدينة عيّنه النبي صلى الله عليه وسلم مؤذناً فأصبح بلال أولَ مؤذن في التاريخ، ويالها من وظيفة ما أشرفها، ومن منصب ما أكرمه.
14قصة بلال بن رباح مع الأذان أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بلالاً بالأذان على ظهر يوم ، وعند وقبل دفنه عليه الصّلاة والسّلام، أذّن بلال رضي الله عنه، فلمّا وصل في أذانه إلى قوله: أشهد أنّ محمداً رسول الله اشتدّ بكاءُ الناس في المسجد حتى سُمع نحيبهم، وبعد دفن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- طلب أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من بلال أن يؤذن، فقال بلال: إن كنت إنّما أعتقتني؛ لأكون معك فسبيلُ ذلك، وإن كنت أعتقتني لله، فخلني ومن أعتقتني له ، فقال أبو بكر: ما أعتقتك إلا لله ، فقال: فإنّي لا أُؤَذِّنُ لأحدٍ بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقال: فذاك إليك ، وسرعان ما خرج بلال -رضي الله عنه- من مع أول بعث إلى الشام، ولمّا زار -رضي الله عنه- الشام طلب الناس منه أن يسأل بلالاً أن يؤذّن لهم، فسأله عمر، فأجابه بلال وأذّن، فلمّا أذّن تذكّر المسلمون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلم يُرى يومٌ فيه بكاءٌ كمثل ذلك اليوم، وعاش -رضي الله عنه- في الشام حتى حضرته المنيّة، ورُوي أنّه كان يقول وهو يحتضر: غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه ، ولمّا اشتدّ عليه الاحتضار، وعلمت زوجته أنّه مفارقها قالت: واويلاه ، فقال بلال: وافرحاه ، ثمّ توفي رحمه الله تعالى في في سنة عشرين للهجرة، وقد بلغ من العمر بضعاً وستين سنةً، ثمّ دفن عند الباب الصغير في مقبرة دمشق | فانتبه حزينًا، فركب إلى المدينة، فأتى قبر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- وجعل يبكي عنده, ويتمرَّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذِّن في السَّحر, فعلَا سطح المسجد، فلمَّا قال: الله أكبر الله أكبر, ارتجَّت المدينة، فلمَّا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، زادت رجَّتها، فلمَّا قال: أشهد أنَّ محمدًا رسول الله, خرج النساء من خدورهنَّ، فما رُؤي يومٌ أكثر باكيًا وباكية من ذلك اليوم, وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- توسَّل المسلمون إليه أن يحمل بلالًا على أن يؤذِّن لهم صلاة واحدة، ودعا أمير المؤمنين بلالًا، وقد حان وقت الصلاة, ورجاه أن يؤذن لهم، وصعِد بلال, وأذن, فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وبلال يؤذِّن، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدًا، وكان عمر أشدَّهم بكاءً, وعند وفاته تبكي زوجته بجواره، فيقول: لا تبكي, غدًا نَلقَى الأحبَّة, محمدًا وصحْبَه أرجو الإفادة |
ثم بدأت قوافل المسلمين تهاجر إلى المدينة فكان بلال رضي الله عنه ممن ترك مكة وهاجر إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
27